لمّا "هالة سرحان" عملت حلقة على قناة روتانا عن فتيات الليل قامت الدنيا ولم تقعد واتهموها بتشويه سمعة مصر وأنها تختلق ما يحدث وأن في الأمر مبالغة و...
وكان لابد من القصاص.. أن أن أن تشششششششش.. وبالفعل تم منع "هالة سرحان" من تقديم برنامج السينما والناس لتقدمه بدلا منها "إيناس الدغيدي" -قال يعني هي اللي أحسن منها!- لأنه ازاي تتم تشويه سمعة مصر بهذا الشكل على الفضائيات ولأن الكلام الياي ده أكيد مش بيحصل في مصر بلد الأمن والأمان.
لكن فيما يبدو أن سمعة مصر تقتصر على البرامج فقط ولا تمتد إلى أقسام وزارة الداخلية أو سلالم وزارة المالية! الأسبوع الماضي كان أسبوعا حافلا بالأحداث التي تجعل سمعة مصر في السماء وتجعل أي حد معدي يشمت فينا..
بدأ الأمر بأحد أقسام وزارة الداخلية حيث اتهم محامٍ -وخد بالك من كلمة محامي مش مواطن عادي يعني- ضابط شرطة بالاعتداء عليه والتحرش بيه وسحله وكل ده ليه عشان ربع جنيه!
-أي والله أنت لم تخطئ القراءة-، فالمحامي كان راكب الميكروباص وهو نازل وقف وطلب الباقي من السواق فإذا بالضابط اللي كان راكب يسأله باقي لك كام يعني وعندما عرف أنه "ربع جنيه" صاح به: "يعني أنت معطلنا عشان ربع جنيه...." وطبعا اختتم الأمر يوصله من السباب واللكمات والشلاليت انتهت بسحله إلى القسم وهناك تم الاعتداء عليه بمساعدة 10 مخبرين وكل ده عشان الربع جنيه!
طبعا لا داعي لذكر باقي التفاصيل المعتادة في مثل هذه الحوادث كأن نقول إن الضحية يرقد في المستشفى والضابط ينفي ووزارة الداخلية تقف موقف المتفرج!
ولكن يبدو أن السادة الضباط لم يكتفوا بأن يجعلوا الفضيحة محلية وإنما أصروا أن نصل للعالمية.. مراسل الـ"بي بي سي" كتب مقالا حكى فيه عن تجربته في أحد أقسام شرطة وزارة الداخلية المصرية والذي دخله ليحرر محضرا بسرقة محفظته وخرج منه وقد فُقدت!
"جون دونيسون" مراسل الـ"بي بي سي" في القاهرة احتك به شخصان وسرقا منه حافظته والراجل زي ما متعود في بلدهم هناك -وكما يحدث في أوربا والدول المتقدمة مش زي عندنا يعني- توجّه لقسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة فسجل أوصاف الرجلين من حيث العمر والطول والملامح والطريقة التي تمت سرقته بها وأعطى كل هذا للضابط الذي تطلع إلى الورقة ثم حرر محضرا وأعطى الرجل نسخة منه.
إلى هنا والموضوع عادي لكن المشكلة أن يخرج الرجل من القسم ويروي الأمر على أحد أصدقائه ليرى المحضر ويفاجأ أن المكتوب بالمحضر هو أن الرجل فُقِدت منه محفظته وهو ماشي في الشارع وأن الضابط استغل جهل الرجل باللغة العربية ليكتب بالمحضر على أساس أن المحفظة وقعت منّه، يعني المشكلة عنده هو.. وطبعا مراسل الـ"بي بي سي" خرج ليكتب مقالا يُعرِّف به العالم عن روعة ما يحدث في الأقسام المصرية ويا شماتة كل الظاظات فيّ!
ولكي لا ينتهي الأسبوع هكذا ولا يقتصر الأمر على وزارة الداخلية فقط جلست أسرة مصرية مكونة من أب وأم وخمسة من الأبناء على سلم وزارة المالية رافعين لافتة كُتِب عليها "إلى سيادة وزير المالية.. للبيع عائلة مصرية ألا أونا.. ألا دو.. ألا تري"!!!!!!!!!!
المصري اليوم نشرت صورة للرجل مع قصته التي يروي فيها أنه كان يعمل مقاولا بالعراق لمدة 15 عاما ومعه زوجته وأبناؤه وكان يدخر أمواله في البنوك العراقية ثم أتى الاحتلال الأمريكي ليعود إلى مصر عام 2005 بسيارته فقط وقد ترك كل شيء وراءه..
المشكلة بقى مش في كده المشكلة في إنه رجع أساسا.. ليه؟ لأنه حين عاد طالبته مصلحة الجمارك بنصف ثمنها وها هو الآن يجلس دون أموال دون سيارة دون أي شيء على الإطلاق!!!!
لكن بالطبع أن يجلس الرجل رافعا لافتته أمام العالم كله وأن يحدث ما يحدث في أقسام الشرطة وأن يكتب مراسل الـ"بي بي سي" –لاعنا سلسفيلنا- كل ده عادي! فسمعة مصر لا تتأثر بكل هذه التفاهات الناتجة عن حقد وعن أناس تريد تشويه صورتنا أمام العالم لكنهم مهما فعلوا لن يستطيعوا؛ فمصر أكبر ومصر بلد الأمن والأمان ويكفي أن أبناءها راضون بحياتهم ويعيشون حياة سعيدة..يعني الحياة فل والعيشة هنية و........ آااااااااااه.. ياشماتة أبله ظاظا فيّ!